Feeds:
المقالات
التعليقات

Archive for the ‘وجهة نظر’ Category

مجانينو !!

 

 

عندما وجه أحد النقاد إتهامه للكاتب البحريني (عقيل سوار) بأنه دائماً ما يتعمد إستحضار شخصية المجنون في نصوصه المسرحية ، وإنه يفرد لهذة الشخصية مساحة كبيرة .. كان رد الكاتب حازماً بأن شخصية المجنون جزء من النسيج الإجتماعي الذي تفتحت أعيننا على وجوده ، كما أن العمل الفني أو الأدبي  لابد له وأن يفسح المجال لظهور جميع شرائح المجتمع وأن يرسم أبعاد وملامح شخصيتها وبذلك ينجح الكاتب في رسم صورة متكاملة لفضاء المجتمع والبيئة التي يتحدث عنها .

ومن منا لا يتذكر شخصية ( مرعوب ) في مسلسل الأقدار ، ولعلكم تتفقون معي بأن هذه الشخصية هي أول ما يتذكره المشاهد لهذا المسلسل .

كان أول لقاء لي مع شخصية المجنون في واقع الحياة حينما عرفني والدي منذ أكثر من خمسة وعشرون عاماً بـ ( عبود ) ، ذلك الرجل الذي تجاوز الأربعين من عمره  والذي تجد صعوبة في تحديد لون ثوبه الأصلي لكثرة البقع التي تركها تطوافه في شوارع وأزقة المنامة وتحديداً بالقرب من المقاهي الشعبية القريبة من بلدية المنامة.

شعره أشعث بخصلات بيضاء كثيرة ، ولطالما لفتت نظري إليه الـ ( 100 فلس) الموضوعة في أذنه ، هو مسالم إلى أقصى الحدود وبمجرد أن تدخل معه في حوار اياً كانت طبيعته فإنه يتواصل معك بدرجة تشجعك على الإسترسال فتختفي الفوارق بينك وبينه حتى تغدو مجنوناً أنت الآخر !!

وكان سؤال والدي الدائم لعبود عن الهليكوبترات التي اشتراها مؤخراً ، وكان عبود يجيب مؤكداً بأن الطائرات ستصل البحرين قريباً وبجميع الألوان !!

في منطقة  ( الديه ) التي سكنتها عدد غير قليل من هؤلاء المجانين ، وكان أشهرهم من عُرف بإسم ( الهدفون ) وهو مراهق كنا نراه في ذهابنا وإيابنا من المدرسة يرفع طرف ثوبه تحت إبطه ويمسك كلتا أذنيه هازاً رأسه يميناً وشمالاً وكأنه يستعذب لحناً دائم لا ينتهي .

أما ( عادل ) أو ( عدول ) كما نطلق عليه فإنه يضبط توقيته على ساعة وهمية يتخيل ارتدائها ،فكان أن جلب له والدي ساعة حقيقية قام أحد الأشقياء بتبديلها معه بساعة لا تعمل وحينما استنكرنا فعله أجاب ( بأن الساعة لا تعمل ولكن جلدها قوي ) !!

أحد المجانين قام بإلقاء قنبلة يدوية وهمية سحب زرها غاضباً بعد أن أمره والدي بأن يبتعد عن الطريق ، وتفادى دوي الإنفجار بأن أغلق كلتا أذنية وبدأ بالعد التنازلي !!

أما تلك المجنونة التي تذرع شارع البديع فأنا أشفق عليها قسوة الشارع وحرارة الشمس وهي تسير حافية القدمين ولطالما دعوت الله أن يبعد عنها أصحاب الضمائر الميتة التي قد تجدها هدفاً سهلاً لإرضاء نفوسهم المريضة .

أما أظرف المجانين فهوشاب طويل القامة يستوقفك طالباً 100 فلس لا يطمع في أكثر منها .

وخلافاً لما نعتقده ليس كل المجانين مسالمين أو مضحكين ففي طفولتي تعرضت لقرصة مؤلمة في خدي وجهها لي مجنون مازلت حتى اليوم أتحاشى الإقتراب منه ، ومنذ شهرين ذهبت لمجلس عزاء فتفاجأت بوجود شاب في الثلاثين من عمره يجلس بين النساء والسيدات يتراكضن هلعاً منه ، وقالت لي إحداهن أنه مجنون من المنطقة ولكنه عدواني يوجه ضرباته لأياً كان ، فما كان مني إلا الفرار مع الهاربات ..

هناك قصص مؤلمة وراء جنون البعض فليس كل مجنون ولد وهو يحمل جنونه ، هناك ظروف قاهرة قد ترغم الإنسان على توديع عقله وهذا ما عرفناه عن الرجل الوسيم ، الطويل القامة ، المهندم الذي وقف كخطيب وسط الناس في ساحة سوق الصالحية بدمشق ورفع صوته عالياً بعبارة واحدة كررها طويلاً (حمار إذا بتتزوج)!!

وقد قيل لنا إنه كان رجلا طبيعيا وكل غلطته أنه تزوج من إمرأة دفعته إلى هاوية الجنون .. في ذلك اليوم بكاه والدي فرأيت دموعه .. بكى شبابه .. وبكى رجولته .. وبكى عقله !!

أياً كانت مفارقات ونوادر المجانين من حولنا ومهما تساءل البعض عن الحكمة من وجودهم ، فأنا ارى أن الله أوجدهم لسببين أولهما : أن نحمده على نعمة العقل التي اسبغها علينا ، وثانيها أن نأخذ الحكمة من أفواههم كما يقولون  ..

آخر المقال :

أفضل دليل على روعة الحكمة مجنون يتكلم … هنري روبنسون

Read Full Post »

أجر وعافية ..

لله سبحانه وتعالى حكمة بالغة بأن يعرض الإنسان للإصابة بأي مرض مهما كانت درجة شدته.
فالمرض ما هو إلا ابتلاء من الله يمتحن به قوة وجلد الإنسان وقدرته على الصبر والتحمل، وفي كل ابتلاء أجر وثواب يستحقه الإنسان مقابل صبره وحمده لله فعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال ”من رضي بالقضاء أتي عليه القضاء وهو مأجور ومن سخط القضاء أتي عليه القضاء وأحبط الله أجره”.
وليس كل ابتلاء أو مرض هو عقاب من الله كما يعتقد الكثيرون فحين يصاب أحد الفنانين على سبيل المثال بمرض ما ي
نبري عدد من الناس في المنتديات الإلكترونية خاصة لتجريم هذا الإنسان ولومه وتذكيره بأن هذا المرض هو عقاب من الله جراء ما ارتكبه!! وكلنا يعلم أن سريرة الإنسان أياً كان بيد الله سبحانه وتعالى ولذلك فكلنا لا يعلم برضا الله أو سخطه عليه فليس لنا أن نرمي الناس بالاتهامات جزافا.
ولو كان كل مرض أو ابتلاء يصيب الفرد جزاء على سيئة ارتكبها لما أمرض أو ابتلى الله نبيه أيوب عليه السلام.
ولكن الحقيقة التي علينا أن نعلمها أن المرض كفارة أو تطهير لأخطاء أو زلل تستوجب العقاب للإنسان فيكفر الله عنها في الدنيا ليخفف من عقوبة الآخرة.
ولمجابهة الأمراض استراتيجية مفيدة قد يستطيع الإنسان من خلالها الصمود أمام الامراض، فالعلاقات العائلية الجيدة والعلاقات الطيبة مع الناس قادرة على رفع معنويات المريض ورفع مناعته في مجابهة المرض، كما أن الصبر والرضا ضروريان لإبعاد الإنسان عن دائرة اليأس والقنوط والروح المعنوية المنخفضة.
وليس للفرد سلاح أفضل من تعزيز وتدعيم علاقته الروحية بالله وإيمان الإنسان التام بأن الذي وهبه المرض هو القادر على رفعه.
والتسليم بقضاء الله من أعلى رتب الإيمان فقد سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طائفة من أصحابه فقال: ما أنتم؟ فقالوا: مؤمنون، فقال: ما علاقة إيمانكم؟ فقالوا: نصبر عند البلاء ونشكر عند الرخاء ونرضى بمواقع القضاء فقال: مؤمنون ورب الكعبة.

Read Full Post »

 

مسلسلات رمضان وقت الفطور

منذ شهر شعبان والفضائيات بدأت تنافسها المحموم للاستئثار بأكبر عدد من المشاهدين عبر التنافس في تقديم أكبر عدد ممكن من المسلسلات. وفي الوقت الذي يفترض فيه أن يكون شهر رمضان الكريم شهر عبادة وتقرب إلى الله، إلا أن كثيرين يضيعون هذه الفرصة بتفريطهم في الأوقات المتاحة لهم، وذلك بالتسمر أمام شاشة التلفزيون متنقلين بين المسلسلات والبرامج الهزيلة الخاوية التي لا تسمن ولا تغني من جوع بما تقدمه من مواقف فجة ومعلومات سطحية.

وآخر دراسة قامت بها جامعة الأزهر الشريف خرجت بنتائج عدة أهمها أن متابعة الدراما الرمضانية تسبب الطلاق وتضاعف المشاحنات والشجار بين الزوجين بنسبة ست مرات أعلى عن المعدل الطبيعي.

فما السر وراء هذه النتائج الغريبة؟

يقول أستاذ الطب النفسي عادل المدني إن فريق الدراسة أجرى تجربة على عينة من 1200 زوج وزوجة قسمت إلى ثلاث مجموعات: الأولى حريصة على متابعة المسلسلات، والثانية تشاهد بصورة متقطعة، أما الثالثة فهم الذين لا يتابعون المسلسلات أثناء اليوم. وبعد انتهاء شهر رمضان وجد أن 40 حالة طلاق وجدت في المجموعة الأولى، أي ما يساوي 10%، واتضح أن 25% منهم كانوا يتشاجرون يومياً بسبب التأثير السلبي للشخصيات التي ظهرت في تلك المسلسلات، والتي تتميز ببعدها التام عن الشخصيات الواقعية، فكان لتلك المسلسلات دور معزز في تفاقم الوضع وتضخيم المشكلات التي كانت تعاني منها الأسر أصلاً.

أما أفراد المجموعة الثانية، فقد حدثت 22 حالة طلاق، أي 5.5%، والمجموعة الأخيرة وقع فيها 8 حالات، أي بنسبة 2%.

 وترى الدراسة أن كثرة المسلسلات وكثافة المشاهدة لها تأثير سلبي على الحياة الزوجية، فالأزواج يمتثلون لحالة الإدراك الانتقائي، فالمشاهد يميل إلى المسلسلات التي تحوي شخصية تماثل شخصيته الحقيقية فيختزنها في عقله الباطن ويتأثر بتصرفاتها ويحاول أن يحاكيها ويندفع إلى تقليدها كشخصية الزوج المتسلط أو الزوجة المتمردة. كما أن الدراما تعمل على تعميق الفجوة بين الأزواج، وذلك باستهلاك أوقات طويلة في متابعتها وهذا ما حدث في إحدى الدول الخليجية العام الماضي حين انغمست الزوجة كلياً بمتابعة المسلسلات، ما أدى إلى إهمالها زوجها وبيتها وأولادها وكان رد فعل الزوج أن طردها من البيت.

إن نتائج هذه الدراسة قد لا يراها البعض دقيقة أو مطلقة ، ولكنها تقرع جرس تنبيه لما قد يحدث حين يبتعد الإنسان عن التوازن وينغمس في الإفراط فيحدث التفريط.

Read Full Post »

 

Money, money, money...

ربما تتذكرون معي الأغنية الشعبية القديمة التي تقول كلماتها

يوم كانت معي بيزة/ جميع الناس حبوني
ولما قل ما بيدي/ تغير طبع مظنوني

Money and Kids

كلمات بسيطة تختصر بين طياتها العلاقة الأزلية بين الناس والمال.
هي علاقة قديمة ووثيقة تربط بين الإنسان ككيان حي وبين المال كقيمة مادية.
فمنذ القرون الماضية توطدت علاقة الإنسان بالمال وتنوعت نظرة الناس إليه، وتفاوتت بين عاشق للمال قد يصل لحد العبودية وزاهد يعافه ويؤمن بأنه وسيلة وليس غاية يرتسم لدينا منظور هذه العلاقة الأزلية.

وكمثال حي لهذه العلاقة يخبرنا القرآن الكريم عن قصة قارون الذي ”آتاه الله ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوة”.

وقد وضح القرآن الكريم موقف القوم الذين عاش قارون بينهم، فما بين قوم رأوا أن تقوى الله خير من المال وقوم تمنوا أن يكون لهم مثل ما عند قارون كان مصيره أن صاخت به الأرض وبما كان يملك لأنه قابل النعمة بالجحود والكفر.

وجميعنا يدرك أن للمال بريق خاص قد يغوي أياً كان خاصة إذا ما كان من ذوي النفوس الضعيفة و المهزوزة  الإيمان ، فمن أجل المال قد يستهين الإنسان بأي علاقة إنسانية وفي سبيله قد يرتكب الجرائم التي قد تصل إلى بيع النفس والعرض.

وليس من المبالغة أن نجد أن البعض يتذلل لأصحاب المال والنفوذ ويمدحهم بما ليس فيهم عله يصل إلى فتات تجود به أنفسهم عليه.

وقد قال أحد الشعراء الظرفاء
رأيت الناس قد مالوا / إلى من عنده مال

رأيت الناس قد ذهبوا/ إلى من عنده ذهبُ

فإذا ما نطق صاحب المال بأي سخف أيدوا كلامه وإذا ما استشهدهم شهدوا له وإن كان بالباطل.

ورحم الله من قال فأوجز

إن الغني إذا تكلم بالخطأ / قالوا صدقت وما نطقت محالا

 أما الفقير إذا تكلم صادقا/ قالوا كذبت وابطلوا ما قالا

 إن الدراهم في المواطن كلها/ تكسو الرجال مهابة وجمالا

فهي اللسان لمن أراد فصاحة/ وهي السلاح لمن أراد قتالا.

 

 

 

 

Read Full Post »

 

يصرح أحد الأزواج الصامتين أنه ينتظر شهر رمضان الكريم بفارغ الصبر حتى يستعيد حميمية العلاقة الأسرية مع زوجته وأطفاله، والتي يفتقدها طوال العام بسبب كثرة المشاغل والانغماس في الأعباء الوظيفية والمحصلة أن هذا الزوج ليس الوحيد في هذا الشعور، بل إن كثيرا من الأزواج يتفقون معه على هذا الرأي.
وفي دراسة لجامعات مصرية عدة اتفقت النتائج فيها جميعا على أن الحوار الأسري والعلاقات الأسرية تعزز في هذا الشهر الكريم، وكأنما بركات هذا الشهر الفضيل تتجاوز جميع الحدود لتكون حمامة السلام والبركات التي تحل في كل بيت.
فبحوث جامعة الأزهر تؤكد أن الأزواج والزوجات يودعن الصمت في الشهر الكريم، فالثابت أن 68% من البيوت في العالم العربي – أي ما يعادل 40 مليون أسرة تقريبا – تعاني من الصمت بين الأزواج والأبناء، فجميع أفراد الأسرة لديهم مشاغلهم التي تساهم في ابتعاد الأفراد عن بعضهم، ولكن ساعات الصمت هذه تبدأ في التضاؤل في شهر رمضان. وترصد الدراسة أن معدل تحاور الأزواج طوال العام هو 45 دقيقة وترتفع هذه النسبة في شهر رمضان إلى أكثر من ساعة ونصف الساعة، وهو معدل كبير يساعد على زيادة الوئام والتفاهم والحب بين الطرفين. كما تزداد نسبة النقاش بين الآباء وأبنائهم من نصف ساعة إلى أكثر من 50 دقيقة.
ويساهم التجمع بشأن مائدة الإفطار الرمضانية في ذوبان الجليد الذي يغطي العلاقات الأسرية طوال العام.
وتشير إحدى الدراسات إلى أن الأزواج يتبادلون ما مقداره ثلاثة آلاف كلمة في الأشهر العادية، لكن الرقم يقفز إلى سبعة آلاف كلمة في شهر رمضان، وكلها كلمات حميمية وغير متشنجة.
ويرجع السبب في كل ذلك إلى رغبة كل إنسان في هذا الشهر في ألا يخطئ أو يضطر إلى النميمة والغيبة أو أن ينطق بما يجرح به من أمامه. كما أن زيادة ساعات بقاء الأفراد في المنزل تزداد في هذا الشهر، مما يعزز من التواجد والترابط الأسري.. إذاً فإن كل ما نحصل عليه من شهر رمضان هو خير وبركة.

Read Full Post »